فصل: سورة الانفطار:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (6- 19):

{فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19)}
{فأنت له تصدَّى} تُقبِلُ عليه وتتعرَّض له.
{وما عليك ألا يزكَّى} أيُّ شيء عليك في أنْ لا يُسلم؛ لأنَّه ليس عليك إسلامه، إنَّما عليك البلاغ.
{وأمَّا مَنْ جاءك يسعى} أي: الأعمى.
{وهو يخشى} الله تعالى.
{فأنت عنه تلهى} تتشاغل.
{كلا} ردعٌ وزجرٌ، أيْ: لا تفعل مثل ما فعلت {إنها} إنَّ آيات القرآن {تذكرة} تذكيرٌ للخلق.
{فمن شاء ذكره} يعني: القرآن، ثمَّ أخبر بجلالته في اللَّوح المحفوظ عنده، فقال: {في صحف مكرمة}.
{مرفوعة} رفيعة القدر {مطهرة} لا يمسُّها إلاَّ المطهرون.
{بأيدي سفرة} كَتَبةٍ، وهم الملائكة.
{كرام بررة} جمع بارٍّ.
{قتل الإنسان} لُعن الكافر. يعني: عُتبة بن أبي لهب {ما أكفره} ما أشدَّ كفره.
{من أي شيء خلقه} استفهامٌ معناه التَّقرير، ثمَّ فسَّر فقال: {من نطفة خلقه فقدَّره} أطواراً من علقةٍ ومضغةٍ إلى أن خرج من بطن أُمِّه، وهو قوله: {ثم السبيل يسره}.

.تفسير الآيات (20- 28):

{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28)}
{ثم السبيل يسره} أي: طريق خروجه من بطن أُمِّه.
{ثمَّ أماته} قبض روحه {فأقبره} جعل له قبراً يُوارى فيه، ولم يجعله ممَّن يُلقى إلى السِّباع والطير.
{ثمَّ إذا شاء أنشره} أحياه بعد موته.
{كلا} حقاً {لما} لم {يقض} هذا الكافر {ما أمره} به ربُّه.
{فلينظر الإنسان إلى طعامه} كيف قدَّره ربُّه ودبَّره له.
{أنّا صببنا الماء صباً} أي: المطر من السَّحاب.
{ثم شققنا الأرض شقاً} بالنَّبات.
{فأنبتنا فهيا حباً}. {وعنباً وقضباً} وهو القتُّ الرَّطب.

.تفسير الآيات (30- 42):

{وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)}
{وحدائق غلباً} بساتين كثيرة الأشجار.
{وفاكهة وأباً} أي: الكلأ الذي ترعاه الماشية.
{متاعاً} منفعةً {لكم ولأنعامكم}.
{فإذا جاءت الصاخَّة} صيحة القيامة.
{يوم يفرُّ المرء من أخيه}. {وأمه وأبيه}.
{وصاحبته وبنيه} لا يلتفت إلى واحدٍ منهم لشغله بنفسه، وهو قوله: {لكلِّ امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه} يشغله عن شأن غيره.
{وجوهٌ يومئذٍ مسفرة} مضيئةٌ.
{ضاحكة مستبشرة} فرحةٌ.
{ووجوه يومئذ عليها غبرة} غبارٌ.
{ترهقها} تغشاها {قترة} ظلمةٌ وسوادٌ.
{أولئك} أهل هذه الحال {هم الكفرة الفجرة}.

.سورة التكوير:

.تفسير الآيات (1- 7):

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)}
{إذا الشمس كورت} ذهب ضوؤها.
{وإذا النجوم انكدرت} تساقطت وتناثرت.
{وإذا الجبال سيرت} عن وجه الأرض فصارت هباءً منبثاً.
{وإذا العشار} يعني: النُّوق الحوامل {عطلت} سُيِّبت وأُهملت، تركها أربابها، ولم يكن مالٌ أعجب إليهم منها، لإِتيان ما يشغلهم عنها.
{وإذا الوحوش حشرت} جُمعت للقصاص.
{وإذا البحار سجرت} أُوقدت فصارت ناراً ويقال: تقذف الكواكب فيها ثم تضطرم فتصير ناراً.
{وإذا النفوس زوجت} قُرِن كلُّ أحدٍ بمَنْ يعمل عمله، فأُلحق الفاجر بالفاجر والصَّالح بالصَّالح، وقيل: قُرنت الأجساد بالأرواح.

.تفسير الآيات (8- 20):

{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)}
{وإذا المَوْءُوْدَةُ} وهي الجارية تدفن حيَّةً. {سئلت}.
{بأيِّ ذنب قتلت} وسؤالها سؤال توبيخ لوائدها؛ لأنها تقول: قتلت بغير ذنبٍ، وهذا كقوله تعالى لعيسى عليه السَّلام: {أَأَنتَ قلتَ للنَّاسِ...} الآية.
{وإذا الصحف نشرت} كُتُب الأعمال.
{وإذا السماء كشطت} قُلعت كما يكشط الغطاء عن الشَّيء.
{وإذا الجحيم سعِّرت} أُوقدت.
{وإذا الجنة أزلفت} قرِّبت لأهلها حتى يروها.
{علمت نفس ما أحضرت} أي: إذا كانت هذه الأشياء التي تكون في القيامة علمت في ذلك الوقت كلُّ نفسٍ ما أحضرت من عملٍ.
{فلا أقسم} {لا} زائدة. {بالخنس} وهي النُّجوم الخمس تخنس، أَيْ: ترجع في مجراها وراءها، وتكنس: تدخل في كناسها، أَيْ: تغيب في المواضع التي تغيب فيها، فهي الكنَّس، جمع كانسٍ.
{والليل إذا عسعس} أقبل بظلامه، وقيل: أدبر.
{والصبح إذا تنفس} امتدَّ حتى يصير نهاراً بيِّناً.
{إنه لقول رسول كريم} أي: القرآن لتنزيلُ جبريلٍ.
{ذي قوة} من صفة جبريل {عند ذي العرش مكين} ذي مكانةٍ ومنزلةٍ.

.تفسير الآيات (21- 29):

{مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}
{مطاع ثمَّ} تطيعه الملائكة في السَّماء {أَمين} على الوحي.
{وما صاحبكم} محمد صلى الله عليه وسلم {بمجنون} كما زعمتم.
{ولقد رآه} رأى جبريل عليه السَّلام في صورته {بالأفق المبين} وهو الأفق الأعلى من ناحية المشرق.
{وما هو} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم {على الغيب} أي: على الوحي وخبر السَّماء {بظنين} بمتَّهم، أَيْ: هو الثِّقة بما يؤدِّيه عن الله تعالى.
{وما هو} يعني: القرآن {بقول شيطان رجيم}.
{فأين تذهبون} فأيَّ طريقٍ تسلكون أبينَ من هذه الطَّريقة التي قد بُيِّنت لكم؟
{إن هو إلاَّ ذكر} ليس القرآن إلاَّ عظةٌ {للعالمين}.
{لمن شاء منكم أن يستقيم} يتبع الحقَّ ويعمل به، ثمَّ أعلمهم أنَّهم لا يقدرون على ذلك إلاَّ بمشيئة الله تعالى، فقال: {وما تشاؤون إلاَّ أن يشاء الله رب العالمين}.

.سورة الانفطار:

.تفسير الآيات (1- 7):

{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)}
{إذا السماء انفطرت} انشقَّت.
{وإذا الكواكب انتثرت} تساقطت.
{وإذا البحار فجِّرت} فُتح بعضها في بعضٍ فصارت بحراً واحداً.
{وإذا القبور بعثرت} قُلب ترابها وبُعث الموتى الذين فيها.
{علمت نفسٌ ما قدَّمت} من عملٍِ أُمرت به {و} ما {أخرت} منه فلم تعمله.
{يا أيها الإِنسان ما غرَّك بربك الكريم} أَي: ما خدعك وسوَّل لك الباطل حتى أضعت ما أوجب عليك.
{الذي خلقك فسوَّاك} جعلك مستوي الخلق {فعدلك} قوَّمك وجعلك معتدل الخلق والقامة.

.تفسير الآيات (8- 19):

{فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}
{في أيِّ صورة ما شاء ركَّبك} إمَّا طويلاً؛ وإمَّا قصيراً؛ وإمَّا حسناً؛ وإمَّا قبيحاً.
{كلا بل تكذبون بالدين} بالمجازاة بالأعمال.
{وإنَّ عليكم لحافظين} يحفظون أعمالكم.
{كراماً} على الله {كاتبين} يكتبون أقوالكم وأعمالكم.
{يعلمون ما تفعلون} لا يخفى عليهم شيء من أعمالكم.
{إنَّ الأبرار} الصَّادقين في إيمانهم. {لفي نعيم}.
{وإنَّ الفجار} الكفَّار. {لفي جحيم}.
{يصلونها} يقاسون حرَّها. {يوم الدين}.
{وما هم عنها بغائبين} بمخرجين، ثمَّ عظَّم شأن يوم القيامة، فقال: {وما أدراك ما يوم الدين}.
{يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً} لا تملك أن تُنجيها من العذاب، {والأمر يومئذٍ لله} وحده، لم يملك أحدٌ أمراً في ذلك اليوم كما ملك في الدُّنيا.

.سورة المطففين:

.تفسير الآيات (1- 9):

{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)}
{ويل للمطففين} يعني: الذين يبخسون حقوق النَّاس في الكيل والوزن.
{الذين إذا اكتالوا} أخذوا بالكيل {على الناس} من النَّاس {يستوفون} يأخذون حقوقهم تامَّة وافيةً.
{وإذا كالوهم} كالوا لهم {أو وزنوهم} وزنوا لهم {يخسرون} ينقصون.
{ألا يظن أولئك} ألا يستيقن أولئك الذين يفعلون ذلك {أنهم مبعوثون}.
{ليوم عظيم} يعني: يوم القيامة.
{يوم يقوم الناس} من قبورهم {لربِّ العالمين} والمعنى أنَّهم لو أيقنوا بالبعث ما فعلوا ذلك.
{كلا} ردعٌ وزجرٌ، أَيْ: ليس الأمر على ما هم عليه، فليرتدعوا {إنَّ كتاب الفجار} الذي فيه أعمالهم مرقومٌ مكتوبٌ مثبتٌ عليهم في {سجين} في أسفل سبع أرضين، وهو محل إبليس وجنده.
{وما أدراك ما سجين} أي: ليس ذلك ممَّا كنتَ تعلمه أنت ولا قومُك. وقوله: {كتاب مرقوم} فمؤخَّرٌ معناه التَّقديم؛ لأنَّ التَّقدير كما ذكرنا: إنَّ كتاب الفجَّار كتابٌ مرقومٌ في سجِّين.

.تفسير الآيات (14- 21):

{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)}
{كلا بل ران على قلوبهم} أي: غلب عليها حتى غمرها وغشيها {ما كانوا يكسبون} من المعاصي، وهو كالصَّدأ يغشى القلب.
{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} يحجبون عن الله تعالى فلا يرونه.
{ثم إنهم لصالوا الجحيم} لداخلو النَّار.
{ثمَّ يقال هذا} العذاب {الذي كنتم به تكذِّبون} في الدُّنيا.
{كلا إنَّ كتاب الأبرار لفي عليين} في السَّماء السَّابعة تحت العرش.
{وما أدراك} وما الذي أعلمك يا محمد {ما عليون} كيف هي، وأيُّ شيءٍ صفتها.
{كتاب مرقوم} يعني: كتاب الأبرار كتابٌ مرقومٌ.
{يشهده المقربون} تحضره الملائكة؛ لأنَّ عليين محلُّ الملائكة.